کد مطلب:219654 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

فهل فی الحبة السوداء شفاء من کل داء؟
جاء فی كتاب فتح الباری فی شرح صحیح البخاری:

«و قال الخطابی: قوله: «من كل داء»، هو من العام الذی یراد به الخاص لأنه لیس فی طبع شی ء من النبات ما یجمع جمیع الأمور التی تقابل الطبائع فی معالجة الأدواء بمقابلها.

و قال أبوبكر بن العربی: العسل عند الأطباء أقرب الی أن یكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، و مع ذلك فان من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذی به، فان كان المراد بقوله تعالی فی العسل: (فیه شفاء للناس) الأكثر والأغلب - أی لبعضهم - فحمل الحبة السوداء علی ذلك أولی. [1] .

و قد قام الدكتور أحمد القاضی، والدكتور أسامة قندیل فی معهد أكبر الطبی فی ولایة فلوریدا بالولایات المتحدة الأمریكیة بدراسات حول علاقة الحبة السوداء Nigella sativum بالجهاز المناعی Immunity System فی جسم الانسان حیث استنبطا من الحدیث الشریف أعلاه أن تأثیر الحبة السوداء یجب أن یكون من خلال تقویة الجهاز المناعی الذی له علاقة بأغلب الأمراض - خاصة الجرثومیة والسرطانیة - لكونها تظهر نتیجة لضعف الجهاز المناعی، الذی یدافع عن الجسم. و فعلا فقد توصلا و من خلال دراستین سریریتین الی أن استعمال من الحبة السوداء مرتین یومیا و لمدة أبعة أسابیع یؤدی الی زیادة فی فعالیات الخلایا



[ صفحه 291]



اللمفاویة المساعدة T - Helper Lymphocytes بنسبة 55 درصد و كذلك بنسبة 74 درصد من نشاط الخلایا القاتلة الطبیعی Natural Killer Cells activitiy و هی الخلایا التی تقتل الجراثیم والخلایا الكابحة T - Helper T - Syppressor Lympocytes بمقدار 72 درصد و ذلك مقارنة بالمجموعة الثانیة من الحالات (مجموعة السیطرة) التی لم تعط الحبة السوداء، ولم یظهر عندهم تحسن ملحوظ. [2] .

و قد وضع الباحثان خطة لاجراء المزید من البحوث علی الحبة السوداء منها:

1 - تقویم التأثیرات المقویة للجهاز المناعی لدی تناول أكثر من (1) غم مرتین یومیا، و لمدة أطول و بجرعة أعلی.

2 - تقویم آثار الحبة السوداء علی مقاییس المناعة الأخری التی لم تدرس فی أبحاثها.

3 - دراسة تأثیرات الحبة السوداء بمفردها، أو مع غیرها، من مقویات المناعة الطبیعیة الأخری كالعسل مثلا علی المرضی المصابین بنقص المناعة كما فی حالة مرضی الایدز و السرطان و غیرها.

و من هذه الحقائق العلمیة والأمثلة المذكورة أعلاه یمكن اقناع الذین یعارضون السبق العلمی فی القرآن الكریم حیث أشار أحدهم بقوله: «ان الأقوال الواهیة عن السبق العلمی للقرآن الكریم لن تقنع غیر المؤمن بأن القرآن الكریم كتاب منزل من عندالله و لیس من قول محمد النبی الأمی صلی الله علیه و آله وسلم». [3] .


[1] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج 10، ص 172 و ص 179 - 178.

[2] حسان باشا، الشفاء بالحبة السوداء بين الاعجاز النبوي والطب الحديث، ص 57 - 47.

[3] عبدالحافظ حلمي محمد، العلوم البايولوجية في خدمة تفسير القرآن الكريم، ص 72.